Write Me

Home

Works in English

About

Works in Arabic

عن الكاتب

أعمال بالعربية

يمكنكم الحصول على هذا الكتاب من خلال:ـ

معارض الكتب المختلفة

من المقدمة

ومما يتضح من الأبحاث، كما سنناقش لاحقاً، فإن العربية غنيّة بألفاظ الألوان وفيها ما لا يُعد ولا يحصى من الاشتقاقات اللفظية لتعبّر عن كل ما يخطر أو لا يخطر على بال من الألوان.  وتُعتبر اللغة العربية من أثرى لغات العالم من حيث عدد مفردات الألوان، هذا ولا يتوانى العرب عن ابتكار الغريب من الألفاظ لتعبر عن لون ما (فمن غريب التعابير في بعض الأعمال الأدبية العربية هو لون "العَدَم"[1] و "لون جلد ذئب عند الغروب"[2] و"خُبّازي"[3] وغيرها كما سنرى في بحثنا هذا).  وثراء اللغة العربية بألفاظ الألوان إنما هو دليل حي على تاريخ اللغة الطويل مما أتاح لها استحداث كل هذه المفردات كما أنه دليل على مرونة اللغة العربية التي تُسهّل عملية اشتقاق كل هذه الألفاظ ومما لا شك فيه أن هذا الثراء هو دليل على مدى أهمية اللون لدى الشعوب العربية التي اتخذتها في حياتها اليومية لتصف بها أشياءها ولتعبّر بها أيضاً عن مركز ورتبة الشخص وأهمية وقيمة الملبس والحلى والفرش وأشياءها الأخرى.

ولكن، وبسبب المساحة الجغرافية الشاسعة للوطن العربي واختلاف أقوامه وتراثهم وبيئتهم فقد يعتقد المرء بأن هنالك فروقات بين الدول العربية باستخدام الألوان في حياتهم بما فيها الأدب.  فهل يا تُرى تستخدم اليمن نفس الألوان وبنفس التكرار كتونس؟  أو العراق وسوريا؟  أو منطقة الجزيرة العربية ومنطقة شمال أفريقيا، مثلاً؟  أضف إلى ذلك إن كان هنالك فروقات على مستوى جنس الكاتب؟  فهل يتشابه الكتّاب والكاتبات العرب باستخدام الألوان في أعمالهم الأدبية؟  وهل هنالك اختلافات بين الكاتبات من بلد عربي لآخر (وكذلك الأمر للكتّاب)؟

كل هذه التساؤلات كان لا بد من الإجابة عليها وهي موضوع هذا الكتاب.  فالكتاب يحلل استخدام الألوان من 94 رواية عربية تغطي 19 بلداً عربياً (الدول الثلاث غير الممثلة هي الصومال وجيبوتي وجزر القمر).  والهدف من هذه الدراسة هو الإجابة على الأسئلة التالية: كيف يستخدم الكتّاب والكاتبات العرب اللون في أعمالهم الأدبية وبالأخص الأعمال الروائية؟  كما تهدف هذه الدراسة إلى التوصل إلى ما إذا كان هنالك اختلافات باستخدام الألوان في الروايات العربية على صعيد العالم العربي: دولاً ومناطق وجنساً (مؤنث ومذكر).  فالدراسة تحلل الألوان المستخدمة لكل بلد وجنس الكاتب كما تحلل كيفية استخدام هذه الألوان في النص والشخصيات وهل تُستخدم بعض الألوان بطريقة غريبة أو لتعبر عن موصوف بطريقة غريبة (كأن توصف الشمس على انها خضراء).  كما تركز الدراسة على الصفة والموصوف حيث تقارن بين الدول والكتّاب من ناحية وصفهم للأشياء وبأي لون وإن كان هنالك تطابق بين الدول أو المناطق العربية في هذا الوصف أم أن للبيئة المحلية تأثير فتخلق اختلافات بين كتّاب بلد وآخر.

وهذ الكتاب ليس كأي كتاب عن الألوان والأدب من عدة نواح إذ أنه يتناول موضوع الألوان في الأدب العربي من ناحية علمية بحتة مبنية على التحليل الإحصائي والعددي إضافة إلى التحليلات اللغوية.  وإن كان هنالك الكثير من الأعمال النقدية التي تناولت اللون في الشعر والقرآن الكريم إلا أنها تناولت الموضوع من ناحية رمزية الألوان أو من ناحية لغوية بحتة تناقش كيفية استخدام اللون لوصف شيء ما.  وفي الأغلب، فقد كان تركيز هذه الأعمال على قصيدة أو بضع قصائد لشاعر أو بضعة شعراء وهي ليست على مستوى العالم العربي.  فالمكتبات العربية تفتقر أولاً إلى بحث يُركز على الأعمال الروائية، ويكون شاملاً لكل العالم العربي ثانياً ويحلل اللون من مختلف النواحي عدداً، ولغة وجغرافية ثالثاً.  فالغرض من هذا الكتاب هو معالجة هذه الأمور الثلاثة من خلال 94 عملاً روائياً من 19 بلداً عربياً.

ترتيب الكتاب هو كالآتي: يركز الفصل الثاني "ماذا كُتب عن اللون" على أهمية اللون في الأدب العربي قديماً وحديثاً حيث يعطي أمثلة عن استخدام اللون في الشعر من الشعر الجاهلي وحتى المعاصر كما يبين استخدام اللون في القرآن الكريم أيضاً.  ويتطرق هذا الفصل إلى دراسة برلين وكاي الشهيرة والتي تتكلم عن تطور الألوان في اللغات بما فيها العربية.

ويلي بعد ذلك الفصل الثالث "خطة الدراسة والتحديات" شارحاً كيفية اختيار روايات البحث هذا وما تم تجنبه من الأعمال الأدبية والأسباب لهذا، مختتماً بشرح ما تم استبعاده من الألوان والأسباب لذلك.  يُعطي الفصل الرابع "نبذة إحصائية عن الروايات وبياناتها" نبذة عن الأعمال الروائية التي تضمنها البحث إضافة إلى إحصائيات عن الروايات والتي ستلعب دوراً مهماً في تحليلات باقي الكتاب. أما الفصل الخامس "تحليلات العدد" فيتناول تحليل الألوان في الروايات من الناحية الرقمية والعددية فيتناولها أولاً من ناحية كثافة استخدام الألوان (نسبة الألوان لكل 1,000 كلمة) مقارناً بين الكاتبات والكتّاب وبين الدول المختلفة والمناطق الجغرافية إضافة إلى التسلسل الزمني.  ثانياً، يتناول هذا الفصل تواتر ذِكر الألوان في الروايات (أين موقعها من الرواية) لنرى إن كان هنالك نمط معين لذكر الألوان على مدى الروايات.  وثالثاً، يتطرق هذا الفصل إلى تحليل عدد الألوان المختلفة المستخدمة في الروايات مقارناً بين الكاتبات والكتّاب وبين الدول المختلفة والمناطق الجغرافية إضافة إلى التسلسل الزمني.  وأخيراً يتناول الفصل السادس "تحليلات لغوية" الألوان من الناحية اللغوية متطرقاً أولاً إلى الألوان الغريبة المستخدمة في الروايات أو استخدام الألوان العادية بطريقة غريبة لوصف الأشياء بغير طبيعتها.  ثم يحلل هذا الفصل أكثر الأسماء التي توصف بطريقة غريبة. كما يتطرق هذا الفصل إلى طريقة وصف الشخصيات في الروايات (وصف الجسم أو حتى الملبس) مقارناً بين الكاتبات والكتّاب وبين الدول المختلفة.  وأخيراً، يتناول الفصل تحليل استخدام اللون لكلمات ومعانٍ لأهم الأسماء الموصوفة وموقعها في نص الرواية.

____________________________________________________________________________________
[1]  طارق الطيب، مدن بلا نخيل، الحضارة للنشر، 1994، ص 10
[2]  حبيب عبد الرب سرور، تقرير الهدهد، دار الآداب، 2012، ص 358
[3]  محمد الأصفر، سرة الكون، مؤسسة الإنتشار العربي، 2006، ص 360

اللون في الرواية العربية

دراسة تحليلية

 أبريل 2016

المؤسسة العربية للدراسات والنشر

صفحات الكتاب: 315 صفحة بالألوان


الرئيسية


تواصل معنا





أعمال بالإنكليزية